بقلم علي حيدر هاشم
في طبيعة المجتمعات الحديثة و القديمة باختلافها وجود عدّة أنواعٍ من البشر داخلها و هذا أمرٌ طبيعي في كلِّ المجتمعات عبر الزمن و يبقى في كلِّ مجتمع فئة تسعى للخير و أخرى للشر مع أنَّ حتّى الساعين للشر يظنون أنفسهم أصحاب حقٍ و مبدأ و أنّهم هم أصحاب مشروع الخير لا العكس ، و هنا تكمُن القصّة .
أن يمتلك الأشرار الإمكانيات المادية و الإعلامية و الخطابية و بالتالي قدرة استقطاب أفراد المجتمع المحايدين و القدرة على تغيير آراء الأخيار و تقليب خياراتهم السابقة، و هذا حصل فعليًا في العديد من المجتمعات و الدول و الحضارات و في مختلف الأزمنة، و هذا ما نعيشه اليوم في منطقة " الشرق الأوسط " .
امتلك الأشرار المؤسسين و الأشرار المغلوب على أمرهم المال و الإعلام و السلاح و امتلكوا بالتوازي فئة كبيرة من المثقّفين و المتعلمين المغسولة دماغهم على أنّهم في محور الأخيار و الأحرار لا في محور الأشرار و الاستكبار و استفاد هؤلاء بذاتهم من واقع المنطقة التاريخي و تقسيماتها الجغرافية و الطائفية و المذهبية و بدأ كبار محور الشر تنفيذ خطتهم عن سابقِ تصميمٍ و إصرار متوقّعين نجاحًا مبهرًا و الغاية واحدة " ضمان بقاء مركز الشر العالمي كيان إسرائيل " و الوسيلة عربٌ مشرقيين مسلمين و مسيحيين مخدوعين و خاضعين .
ظهرت و تجلّت هذه الوسائل في أكثرِ من بلدٍ عربي و خاصة في الدول التي هرولت إلى التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي ، و يعمل محور إسرائيل و أعوانها و عملاءها على التغلغل أكثر فأكثر في الدول و المجتمعات التي ترفض التطبيع و لا تقبلُ به ، فيكثرُ شراء عقول و أقلام بعض الإعلاميين و الكتّاب و الصحافيين بهدف واحد و هو محاولة خلق رأيٍ عام يدعوا الى السلام المزعوم و الى التطبيع مع كيان الاحتلال ، على الجهة المقابلة يتمسك محور فلسطين و المقاومة بقضيّتهم معتمدين على الله و على وعي شباب الأمّة في مواجهة موجات التطبيع و الاستعمار و يقود هذا المحور بالإمكانيات المتاحة الحرب الإعلامية و الثقافية لمواجهة ما تروّجه قنوات الخضوع على السلام و التطبيع.