بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
الحضور الكريم ، كل باسمه ولقبه ومكانته السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رواية الشتات :
- رواية " الشتات" واحدة من عشر مطبوعات " كتب وروايات" ، الكتب هى" الجوانب الإبداعية للأسرى الفلسطينيين صادر عن وزارة الاعلام الفلسطيني/ رام الله – الإدارة والتنظيم للحركة الأسيرة صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين / رام الله – الجيش الاسرائيلى مركبات القوة والانحطاط الصادر عن مركز أطلس للدراسات – غزة – نجوم فوق الجبين - صرخة من أعماق الذاكرة - ما بين السجن والمنفى حتى الشهادة " ، والروايات التى سميت " بالرباعية الوطنية " جميعها كتبت داخل الاعتقال وطبعت وهن " رواية عاشق من جنين – قلبي والمخيم – لن يموت الحلم – والشتات " .
- رواية الشتات تنضوى تحت إطار " أدبِ السُّجون" أو " أدبِ الأسرى"، أو " أدبِ الحركة الأسيرة"، أو" أدبِ الحرية، أو" أدبُ المقاومة" ، والذى تميز ب ( حيوية الانفعال ، وصدق التجارب ، والالتزام بالقيم والمبادىء ، وتجاوز الهم الفردى إلى الهم الجمعى العام، والعمق فى التعبير والمضمون ، والحزن المشوب بالتحدى، والثقافة الواسعة ، وسعة الخيال ، والرمزية و( البلاغة واستخدام الأدوات الفنية والمحسنات اللفظية ).
- الأهم يُكتب ويُحفظ ويُهرب ويطبع بظروف استثنائية جدا نتيجة الملاحقة والمطاردة من قبل السجان
- تأتى الرواية فى سياق أدب المقاومة، والأدب الوطني والقومي، والأدب العربي
- وأدب السجون أو أدب الأسرى هو كل ما كتبه الأسرى داخل الاعتقال وليس خارجه، بشرط أن يكون من أجناس الأدب كالرواية والقصة والشعر والنثر والخاطرة والمسرحية والرسالة .
- ورواية الشتات كتبت داخل الاعتقال ، فى سجن نفحة عام 2003 .
- تناولت الرواية من خلال السرد عبر ( 96 صفحة ) أربعة عناصر ( الحب والمقاومة والسجن والحرية )، ودارتُ أحداثُ الرواية في أربع أماكن ( المجدل والقدس والأردن والسجون ).
- وتناولت الرواية حدث النكبة وتداعياتها من تهجير وشتات ، وتمحورت حبكة الرواية حول قصة انسانية مرتبطة باللجوء واللقاء لأخوة تعرفوا على بعضهم بعد أكثر من عشرين عام ، وبينت آثار النكبة ومعاناة الشعب الفلسطينى على إثرها فى الداخل والخارج ، وركزت على تجربة المقامة والاعتقال ، والطموح بنيل الاستقلال والحرية .
- طبعتها للمرة الأولى جمعية حسام للأسرى فى العام 2004 ، وطبعت للمرة الثانية من مؤسسة مهجة القدس فى العام 2015 ، وترجمت للغة الانجليزية فى مايو 2016 من المترجمة الأستاذة سوسن أبو سعدة .
- وقام قسم الترجمة بجامعة اليرموك فى الأردن بمناقشة رسالة فى العام 2022 للطالبة سمية أحمد بنى عيسى حولها باعتبارها الرواية الأولى التى تم ترجمتها مؤخراً للإنجليزية من أدب الأسرى .
اهتمام عدد من الكُتاب والأدباء والنُقاد بها ، وكتبت عنها قراءات وأبحاث علمية ، على سبيل المثال لا الحصر :
- وصفها أستاذ علوم اللغة العربية فى جامعة الأزهر بغزة، وعضـو مجمع اللغـة العربـيـة المراسـل- القاهـرة، الأستاذ الدكتور صادق عبد الله أبو سليمان بأن قارئها سيعيش قصةَ الشَّعبِ الفلسطينيِّ بكامله في العصرِ الحديثِ ، بأسلوب يشد القارىء لتسلسلِ الأحداث ، وترابطِ السَرْدِ في لغةٍ سَلِسَةٍ مأنوسةٍ ، وأشار إلى براعةَ الكاتبِ في اختيارِ أسماءِ شخوصِ الرواية
- وأشاد الكاتب العربى المغربى الباحث فى السرد وتحليل د . محمد ايت أحمد بالرواية من منظور سردى جمالى فى بحث محكم خصص عن الرواية، وقال أن اللافت للنظر فى هذه السردية هو قالب الايجاز، كقيمة جمالية تستأثر الاهتمام لأنها تكسب رهان الاقتصاد اللغوى دون الاخلال بقوى الدلالات الكبرى أو النشاز فى مسار المرويات .
- وأثنى رئيس القصر الثقافي الكاتب والأديب أ.د.عبد الخالق العف على الرواية كونها تحمل رسالة وطنية أصيلة ، واعتبر اختيار الأزمنة والأمكنة من جانب الكاتب موفق ودقيق ، وهناك منحى رومانسي شفاف عذب في المواضع .
- وقال د. أحمد البسيوني خلال بحث خصصه عن الرواية ، وركز على " تقنية الزمن الروائي لرواية الشتات" وعلى بنية المفارقة الزمنية والإيقاع الروائي: (الاسترجاع والاستباق, التلخيص والوقفة والمشهد) ، وتشويق القارئ وحثه على الاستمرار في القراءة، ووفق الكاتب في استخدام تلك التقنيات في تصوير حال الشعب الفلسطينى والأسرى بشكل مشوق .
- وقالت الناقدة الأستاذة آسيا الكيلاني خلال بحث خصص عن الرواية فى مجال سيمياء أسماء الشخصيات في رواية الشتات ، وقالت أن الكاتب أبدع واجتهد في اختيار أسماء شخصياته، التى لم تكن عشوائية بل إن الاسم طابق معناه مُشَّكِلاً بذلك علامة وإشارة سيميائية ساعدت المتلقي منذ الوهلة الأولى في بناء انطباعه عن طبيعة الشخصية وصفاتها انطلاقًا من دلالات الاسم ومعناه والتي لم تشهد انزياحًا عنها.
- وفى قراءة للكاتب الحيفاوى الأستاذ حسن عبادي قال رواية "الشتات" كتبها أسير ، والأسير هو أصدق من يحكي حكاية... " الحب، والمقاومة، خاصة السجن والحريّة ، وكان الكاتب موفقاً باختياء المكان والزمان وأسماء الشخوص والفكرة والرسالة .
- وتقول الباحثة فايزة السلطان فى بحث خصص عن رواية الشتات فى تحليل الاسلوب واللغة أن الرواية اتخذت شكلا واقعيا , فكانت لغة السرد سليمة مأنوسة نحوا وصرفا وترقيما ودلالة لغة واضحة غير سطحية، وكانت اللغة والألفاظ مناسبة لمضامين الأحداث ، وكذلك في استلهامه لفكاهة الشعب الفلسطيني في بعض المواقف الاجتماعية , فكتابته في هذا المجال تنبى عن شخصية مبدعة يمكن ان توجد لها مكانا لا باس به بين كبار الادباء .
فى النهاية أشكركم كل الشكر على حسن الاستماع والمناقشة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته