لم تكن خطوة "الإرباك الليلي" التي نفذها الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء، سوى تكتيكًا جديدًا في سياق استمرار خطواتهم الاحتجاجية "العصيان" المتواصلة لليوم الـ17 على التوالي، ضد الإجراءات الأخيرة التي فرضها عليهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف (إيتمار بن غفير).
ابتكار فعاليات التصعيد
يسعى الأسرى من خلال "الإرباك الليلي" إلى إرباك منظومة إدارة السجون الاعتيادية، لتبقى حالة الاحتجاج والإرباك مستمرة باستزاف المنظومة الإدارية لدى مصلحة سجون الاحتلال، وهي تكتيك في سياق استمرارية الخطوات الاحتجاجية، يؤكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لـ"القدس" دوت كوم.
ويوضح فارس أن خطوة "الإرباك الليلي" استغلها الأسرى في ظل استمرار الخطوات الاحتجاجية، وهي ليست خطوة مبتكرة وجديدة كأفعال، حيث كان يستخدمها الأسرى للسهر في السجون وتتضمن التكبيرات والأناشيد الوطنية والطرق الخفيف على الأبواب.
ويرى رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، أن هذه الخطوة ليست جديدة فعليًا، لكن الأسرى ابتكروا مصطلحًا جديدًا لها، وهي بالفعل كانت تستخدم حينما يستشهد أحد، لكن الأسرى اتخذوا هذه الخطوة ضمن تكتيكاتهم بسياق خطوات "العصيان" التي ينفذها الأسرى.
ويوضح الأسير المحرر لؤي المنسي في حديث لـ"القدس" دوت كوم، أن "الإرباك الليلي" الحالي الذي ينفذه الأسرى هو فعلياً خطوة تكتيكية نفذت الأربعاء الماضي، في عدة سجون، بحيث يتم الاتفاق في قسم الأسرى، أن تقوم غرفة وبموعد محدد، بفعالية من فعاليات ذلك الإرباك، "فغرفة من الغرف تقوم بالتكبير، وأخرى بالدق على الابواب، وأخرى بالنشيد، وهكذا، بحيث يتم تشتيت وإرباك إدارة مصلحة سجون الاحتلال".
إرباك يستنزف الإدارة
تشكل خطوة "الإرباك الليلي" الجديدة استنزافًا وإرباكاً يقوده الأسرى بهدف ضرب المنظوفة الإدارية لمصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهي خطوة في سياق العصيان والتمرد على أنظمة الاحتلال في السجون، في رد على محاولة ضرب استقرار الاسرى فجاء الرد بضرب استقرار المنظمة الإدارية لمصلحة سجون الاحتلال، يؤكد الأسير المحرر لؤي المنسي.
ويشير المنسي إلى أن الأسرى كانوا ينفذون مثل هذه الفعاليات في السابق حينما يتم الإعلان عن شهيد، أو حينما يتم قمع الاسرى، لتوسيع نطاق التضامن ما بين الأسرى ومساندة بعضهم البعض، ليطور الأسرى هذه الوسيلة كي تكون سلاحًا ونوعًا من التمرد على قوانين إدارة السجون، ويضرب استقرار الإدارة التي ستضطر لاستدعاء عناصرها وقواتها، وتستنفر في السجن، ما يعني عمليًا استنزافها.
ويرى المنسي أن هذه الوسيلة تأتي في سياق خطوات الأسرى، الذين يريدون لفت الانتباه إلى المطالبة بحقوقهم، وإعادة منجزاتهم التي سحبتها منهم سلطات الاحتلال، والأسرى بمثل هذه الخطوات التي تسبق الإضراب عن الطعام يهدفون إلى عدم إطالة عمر الإضراب والأمر الآخر ربما لا يذهبون إلى الإضراب غن تمت الاستجابة لمطالبهم.
من جانبه، يرى الأسير المحرر محمد التاج، أن مصطلح "الإرباك الليلي" مستجد،، وربما تم استيحاؤه من الفعاليات الشعبية في الخارج، ليكون في سياق خطواتهم النضالية، وكل ذلك يهدف لإرباك العدو وعدم استقراره، وضرب المنظومة الإدارية لمصلحة السجون، وخلق إرباك للسجان وإدارة السجن.
لا حوارات جدية
يؤكد قدورة فارس عدم وجود أي حوارات جدية بين الأسرى وإدارة سجون الاحتلال حاليًا، بحيث تقود إلى إنهاء الأزمة داخل السجون، ويؤكد فارس أن الأسرى في مقابل فشل الحوارات الحالية، فإنهم مستمرون بخطواتهم الاحتجاجية.
يقول فارس: "إن الأسرى في حال دخلوا الإضراب عن الطعام فإن ذلك يقود لانفجار الأوضاع داخل وخارج السجون، وهو أمر يوجب أن تكون هنالك تدخلات لحل الأزمة قبل انفجارها".
ويأمل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر أن تحل الأزمة داخل السجون قبل رمضان، وقال: "هناك حوارات بين الأسرى وإدارة السجون، لكن لم تصل إلى الحل".
وشمل البرنامج النضالي (العصيان) الذي ينفذه الأسرى على مدار 18 يومًا، ضد إجراءات فرضها بحقهم المتطرف بن غفير وسحب منجزات للحركة الأسيرة، (عرقلة ما يسمى بالفحص الأمني (دق الشبابيك)، ترجيع وجبات الطعام، الاعتصام في الساحات، وتأخير الدخول إلى الأقسام بعد انتهاء (الفورة)، وبعد صلاة الجمعة، ارتداء اللباس البني (الشاباص)، إغلاق الأقسام، (الإرباك الليلي- التكبير والطرق على الأبواب)، عقد جلسات تعبئة خلال ما يسمى بإجراء العدد، تأخير الخروج إلى (البوسطات- نقل الأسرى من السجون إلى المحاكم أو إلى سجون أخرى)، علمًا أن هناك مجموعة من الخطوات الأخرى تتخذ مستويات مختلفة وستُنفذ خلال المرحلة القادمة، وذلك وفقًا للمعطيات، والتطورات التي تجري داخل السجون.