فداكِ أبي وأمي يا قدس فأنتِ مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم،،، هكذا بدأت زوجة الأسير ماهر حمدي زهير الهشلمون (31 عامًا) من مدينة الخليل حديثها لإذاعة صوت الأسرى، مؤكدةً أن درب زوجها في الدفاع عن الأقصى والقدس المحتلة واجب على الجميع.
وقالت زوجة الهشلمون في ذكرى اعتقال زوجها الأولى إنها ذكرى جميلة وجديدة في حياتهم.
أخي في الله أخبرني متى تغضب.
إذا انتهكت محارمنا... إذا نسفت معالمنا...
إذا قتلت شهامتنا... إذا ديست كرامتنا...
إذا قامت قيامتنا... فأخبرني متى تغضب...
إذا هدمت مساجدنا... وظل المسجد الأقصى...
وظلت قدسنا تغضب... ولم تغضب...
فأخبرني متى تغضب؟؟
تقول: لطالما تردد صدى هذه الكلمات في مخيلة زوجي البطل الذي أعاد عمليات الطعن للضفة الغربية المحتلة، عندما نفذ العملية بالقرب من تجمع غوش عتصيون جنوبي بيت لحم، فقتل مستوطنة وأصاب أخرين.
التحق ماهر بمدرسة ابن رشد الأساسية ووصل إلى الصف العاشر الأساسي، حين اندلعت انتفاضة الأقصى عام 2000 فثار مدافعاً وملبياً لنداء الوطن واعتقل وقتها وحكم عليه بالسجن أربعة أعوام ونصف، قضاها في حفظ كتاب الله والحصول على شهادة الثانوية العامة.
بعد خروجه من السجن قرر إكمال مسيرته التعليمية والالتحاق بجامعة الخليل لدراسة دبلوم المحاسبة بالإضافة إلى دبلوم اللغة العبرية، ثم قرر إكمال دينه والزواج عام 2006.
ماهر الأب لطفلين كان يملك فكرًا جهاديًا، لكنه كان يؤمن بالهبة الجماعية، ويعتبرها الشيء الوحيد الذي يمكن أن يدفعه للخروج والثأر من أجل القدس لكنه، عندما شاهد تدنيس الاحتلال الغاصب للأقصى وحرقه لأجزاء منه لم يتقبل الموضوع فشعر بالصدمة والحزن والغضب الشديد، وثار مدافعاً عنه.
الهشلمون أنهى أمس عامه الأول في سجون الاحتلال، بعد اعتقاله في العاشر من نوفمبر عام 2014 عقب تنفيذه عملية عتصيون البطولية، وإصابته بست رصاصات غادرة في المناطق العلوية من جسده.
تعرض لتحقيق قاسٍ استخدم الاحتلال خلالها أصناف العذاب وألوان الألم, فمن الشبح والضرب والتعذيب كان له نصيب، علاوةً على كونه جريح ومصاب وبقاء رصاصة مستقرة بجانب قلبه.
حكم عليه بالسجن المؤبد مرتين وبغرامة مالية أربعة ملايين شيكل، كبديل عن حكم الإعدام الذي طلبته عائلة المستوطنة وتلقى الحكم مبتسمًا راضياً بقدره.
أصدرت المحكمة العليا الصهيونية قراراً يقضي بهدم منزل العائلة، وتقدمت محامية الهشلمون بطلب اعتراض ومن ثم استئناف على الحكم القاضي برفض طلب الاعتراض، ومن ثم تقدمت بالتماس للمحكمة العليا بعد رفض طلب الاستئناف، إلا أن كافة المحاولات والجهود التي بذلتها العائلة والمحامية باءت بالفشل، حيث أيدت المحكمة قرار هدم المنزل وبالفعل تم هدم المنزل قبل قرابة الشهر.
الهشلمون تزور زوجها أمنياً كل ثلاثة شهور برفقة والديه وأخواته، إلا أن أطفاله الاثنين ممنوعين من زيارته بحجج غير معروفة حتى اللحظة.
أنهت الهشلمون حديثها ولسان حالها يقول: بين حنايا الزحام في القدس، بين إشراقة النخيل في الصباح، وبين جدائل البرتقال في يافا، هناك الوطن،،، هناك القدس...