خديجة الجزائرية
ولد الأسير علاء الدين بازيان عام 1958، وترعرع في البلدة القديمة على مقربة من المسجد الأقصى المبارك .
خلال لقاء سابق للميادين مع السيدة نسرين زوجة الأسير الكفيف علاء الدين بازيان من القدس المحتلة و المحكوم بالمؤبد في سجن النقب أوضحت تاريخ نضاله الحافل بالتضحيات الجهادية إليكم التفاصيل :
تم إعتقال الأسيرعلاء بازيان 4 مرات ، وقد بدأ عمله المقاوم باكراً فانضم لمجموعة فدائية تتبع لحركة فتح عام 1977 ونفذ عدة عمليات فدائية".
و في عام 1979، أعد الأسير بازيان برفقة الشهيد كمال النابلسي ، تركيب عبوة ناسفة إلا أن خللاً فيها أدى لاستشهاد كمال، وفقدان علاء بصره لاحقاً.
وبعدها داهمت قوات الاحتلال مكان انفجار العبوة التي صنعها علاء وكمال في جبل المكبر جنوبي شرق القدس، ونقلت بازيان إلى مشفى "هداسا عين كارم" الإسرائيلي، ثم بدأت مخابرات الاحتلال بالتحقيق القاسي معه رغم جروحه وفقدانه البصر، ليبدأ مسلسل تعذيبه داخل المشفى، في زنازين مركز "المسكوبية" الواقع غربي القدس، استمر لمدة 18 يوماً، صمد خلالها رافضاً الاعتراف بشيء، ليتم تحويله لسجن "اللد".
وبعد 6 شهور من الاعتقال، حكمت محكمة الاحتلال على بازيان بالسجن لمدة 5 سنوات، وبعد الاستئناف تم تخفيض الحكم لسنتين.
وتضيف زوجة علاء بازيان: "عقب الإفراج عنه، سافر إلى عمان وبيروت لتلقي العلاج وإزالة شظايا العبوة من عينه. وخلال وجود بازيان في بيروت، طلب الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) آنذاك من علاء البقاء في بيروت لنقله إلى ألمانيا الشرقية لاستكمال العلاج، إلا أن علاء رفض ذلك، وطلب العودة للعمل الفدائي في الأرض المحتلة. وهذا ما تم فعلاً، وعاد إلى القدس وواصل العمل فيها ضمن المجموعات الفدائية التابعة للحركة".
المرة الثانية للاعتقال: اعتقل علاء مرة ثانية عام 1981 عقب اعتقال معظم أفراد الخلية التي يعمل معها، وبسبب التحقيق القاسي، استشهد رفيقه خليل صندوقة تحت التعذيب، وتم الحكم هذه المرة على بازيان بالسجن لمدة 20 عاماً، على الرغم من عدم اعترافه بأي من التهم الموجهة له.
قضى بازيان 4 سنوات في سجون الاحتلال، وفي 21 أيار/مايو 1985 تم الإفراج عنه إلى جانب 1150 أسيراً فلسطينياً في صفقة تبادل أسرى بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، التي كانت تحتجز 4 جنود إسرائيليين، تم أسرهم خلال حرب عام 1982 في جنوب لبنان.
المرة الثالثة للاعتقال: خلال فترة السبعينيات والثمانينيات برزت ظاهرة يعرفها معظم من عاشوا في الجغرافيا الفلسطينية وما حولها، وهي ظاهرة "زكي المختار وأم العبد"، وهما شخصيتان إسرائيليتان، وبتنسيقٍ مع مخابرات الاحتلال افتتح "إسحاق بن عافوديا" وهو الاسم الحقيقي لزكي المختار، مكتباً لزوجته "زهافا بن عافوديا" أو "أم العبد" في عمارة بشارع نابلس في القدس. كان الهدف من هذا المكتب تسيير وتسهيل معاملات الفلسطينيين لدى سلطات الاحتلال بمقابلٍ مادي، ولاستقطاب العملاء للعمالة مع الاحتلال.
وفي صباح 13 من شهر نيسان/أبريل عام 1986 اقتحمت مجموعة فدائية مكونة من خمسة أشخاص بإشراف علاء بازيان، مبنى في نابلس وأطلقت النار على "زهافا بن عافوديا" (أم العبد) وأردتها قتيلة.
وبعد حملة اعتقالات وملاحقات أمنية شنتها سلطات الاحتلال في القدس، اعتقلت قوات الاختلال بازيان للمرة الثالثة، في 29 نيسان/ أبريل عام 1986. وحكم بالسجن مدى الحياة بتهمة تشكيل وتنظيم مجموعات فدائية تعمل ضد جيش الاحتلال. وتم الإفراج عنه ضمن صفقة وفاء الاحرار "شاليط" في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2011.
وتوضح نسرين: أعيد اعتقاله للمرة الرابعة في 18 حزيران/يونيو 2014، عندما تمت عملية الخليل وتم اختطاف 3 مستوطنين وقتلهم وفي المقابل اعتقلت قوات الاحتلال 55 أسيراً محرراً من صفقة "شاليط" ومن ضمنهم علاء. وحكم عليه بالمؤبد.
وقبل حوالى سنة كانت اَخر زيارة لعلاء في سجن النقب في سجن النقب وهو محكوم مؤبد. لم نراه بعدها بسبب كورونا حيث طلب عدم زيارته لكي لا يتم إصابتنا بأي فيروس.
وعن حياتها كزوجة لشخص فاقد لبصره تقول نسرين إن مرؤة علاء العالية لم تشعرني يوماً أني تزوجت شاباً فاقداً لبصره. و هو معتمد على نفسه ويحب أن يخدم نفسه بنفسة. لم أشعر يوماً أني تزوجت شخصاً لا يرى، هو يخدم حاله، يدور تتلفزيون، ويحمل ابنته، وعزيمته وقوته أقوى من كل شي. تزوجنا في 30 كانون الأول/ديسمبر عام 2010 وأنجبنا بنتين "انتصار ومنار". وتضيف: علاء الاَن في عمر 62 عاماً.
وعن معاناة علاء في السجن تقول زوجته نسرين: علاء تم استئصال جزءاً من كبده بسبب الإصابة وقد أصيب كذلك في قدمه من جراء الإنفجار الذي أفقده بصره، ويعاني من ضغط الدم.
وتبين نسرين أن علاء يعاني من أوجاع تنفس جراء وجود شظايا في وجهه ويعاني من أوجاع الجيوب الأنفية وأقرت له عملية لذلك. وهو بحاجة لعملية استئصال شظية عالقة في الرأس قرب المخ لكن علاء يخاف من خطر إجرائها.
وعن عدم إطلاق سراح الاحتلال لعلاء كشخص يعاني من فقدان بصره، تقول نسرين: أوكلنا محامياً إسرائيلياً وتقدم بالدعوى عن علاء و6 أسرى لطلب إطلاق سراحه، إلا ان المدعية العامة في محكمة الاحتلال أجابت: "الكل ممكن يخرجوا إلا علاء". وتضيف بأن قضية علاء "قضية كبيرة وسياسية".
وتصف نسرين زوجها علاء: هو متعلم ومثقف ودارس ولديه ثقافة عالية وذاكرته خارقة والأسرى يقرأون له دائماً ولديه معلومات كتيرة جداً.