أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال الشهر الماضي من عمليات الاعتقال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تزامناً مع استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، حيث رصد المركز (550) حالة اعتقال خلال شهر تشرين أول/ أكتوبر.
وأوضح مركز فلسطين أن إجمالي حالات الاعتقال التي نفذتها سلطات الاحتلال بعد السابع من أكتوبر وحتى نهاية أكتوبر في الضفة الغربية والقدس وصلت إلى أكثر من (11 ألف و500) حالة اعتقال، طالت (430) امرأة وفتاة، وحوالي (750) طفل و(132) صحفيًا، وآلاف من الأسرى المحررين، وعدد من نواب المجلس التشريعي، بينما اعتقلت قوات الاحتلال خلال أكتوبر الماضي (550) مواطناً بينهم (10) سيدات و(31) قاصراً، وارتقى أسير في سجون الاحتلال.
اعتقال النساء والأطفال
وبيَّن مركز فلسطين أن الاحتلال واصل الشهر الماضي من استهداف الأطفال والنساء بالاعتقال حيث وصلت حالات الاعتقال بين القاصرين 31 حالة من بينهم الطفل "جود حماده عبد الله" البالغ من العمر 7 سنوات فقط، من دير بلوط غرب سلفيت، كما اعتقلت الطفل "ادم ابوزيتون" 13 عام من القدس.
بينما اعتقلت 10 نساء بينهم المحررة "سماح حجاوي" من مدينة قلقيلية وهي أسيرة محررة ضمن صفقة التبادل الأخيرة أعاد الاحتلال اعتقالها، كذلك اعتقلت الأسيرة المحررة "دنيا سعيد" من الخليل، واعتقلت السيدة "افنان ابوحسين" من الخليل وهي حامل في شهرها التاسع وتم الإفراج عنها بعد عدة أيام بكفالة مالية بعد تدهور وضعها الصحي، كذلك اعتقلت المعلمة "انتصار حجازي" من الناصرة بالداخل المحتل، وتم نشر صورها وهي مقيدة ومعصوبة العينين بحجة أنها نشرت فيديو تحريضي.
كما اعتقلت الفتاة "ميسر فقيه" من نابلس والمواطنة "أروى علي عدس" من منزلها في أريحا، بينما اعتقلت المرابطة المقدسية والأسيرة المحررة "سحر النتشة" من بلدة بيت حنينا، واستدعت المرابطة المقدسية "نفيسة خويص" للتحقيق.
وأصدرت محكمة الاحتلال حكماً بالسجن الفعلي لمدة عامين على المحررة المقدسية "فدوى حمادة" على تهم خلال فترة اعتقالها تتعلق بالاعتداء على سجانات وهي تحررت ضمن صفقة التبادل الأخيرة.
استشهاد أسير
وكشف مركز فلسطين أن عدد شهداء الحركة الأسيرة ارتفع خلال أكتوبر الماضي إلى (41) أسير شهيد منذ السابع من أكتوبر منهم (24) من غزة معلومة أسمائهم بارتقاء شهيد جديد داخل سجون الاحتلال مما يرفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (278) شهيد، وذلك بعد الكشف عن أسماء (15) أسيراً من قطاع غزة ارتقوا داخل سجون الاحتلال نتيجة التعذيب والتجويع والإهمال الطبي.
والشهيد الذي ارتقى الشهر الماضي هو الأسير محمد منير موسى 37 عام من بيت لحم، وكان اعتقل في 20/4/2023 ولا يزال موقوف، وهو متزوج وله 3 طفلات، وكان يعاني من مرض السكري رفض الاحتلال تزويده بالأنسولين المقرر له من الأطباء، إضافة إلى إصابته بمرض الجرب الأمر الذي أدى إلى تدهور وضعه الصحي في بداية شهر سبتمبر الماضي وحتى يوم استشهاده حيث عانى من الام شديدة وانتفاخات في جسده نقل على أثرها إلى مستشفى سوروكا وارتقى شهيداً هناك.
الأوامر الإدارية
وأشار مركز فلسطين إلى أن سلطات الاحتلال صعدت بشكل كبير جداً خلال شهر أكتوبر جريمة الاعتقال الإداري بحق الأسرى الفلسطينيين حيث أصدرت ما يقارب من (900) قرار إداري ما بين جديد وتجديد دون أي تهمة منها (7) قرارات صدرت بحق الأسيرات حيث حولت الأسيرات ميسر فقيه، وتهاني منى، وسماح حجاوي للاعتقال الإداري مما رفع عدد الأسيرات إداريا إلى (30) أسيرة، بينما بلغ عدد القاصرين المعتقلين إداريًا (90 طفلاً) بينهم الطفل "عمار عبد الكريم" الذي لا يتجاوز عمره 14 عام فقط.
وبلغ عدد الأسرى الإداريين حوالي (3400) أسير، غالبيتهم تم التجديد لهم لمرات إضافية وهو يشكل ما نسبته 33% من أعداد الأسرى في سجون الاحتلال البالغ عددهم حوالي (10 ألاف) أسير ، بينما بلغت عدد الأوامر الإدارية منذ السابع من أكتوبر (9500) أمر بين جديد وتجديد.
معتقلي غزة
وأكد مركز فلسطين أن الاحتلال واصل خلال الشهر الماضي حرب الإبادة على قطاع غزة بكافة أشكالها بما فيها جريمة الاعتقال حيث اعتقلت قوات الاحتلال ما يزيد عن (1000) مواطن فلسطيني مدني من شمال القطاع خلال العملية العسكرية التي بدأها الاحتلال في الأيام الأولى لشهر أكتوبر أعاد خلالها اجتياح مناطق شمال القطاع وقتل المئات من المواطنين ودمر ما تبقى من البنية التحتية والمنازل إضافة إلى ممارسة عمليات اعتقال واسعة طالت النساء والأطفال والكوادر الطبية والجرحى ووصلت إلى أكثر من ألف حالة اعتقال أفرج الاحتلال عن جزء منهم بينما أبقى على اعتقال حوالي 600 مواطن.
وأشار مركز فلسطين إلى أن الاحتلال قام باقتحام المنازل ومراكز الإيواء ومستشفى العودة والإندونيسي، واعتقل المئات من المواطنين واقتادهم في البداية إلى أماكن خاصة عبارة عن حفر عميقة أحدثتها الجرافات الضخمة للاحتلال، وقام باحتجازهم فيها وهم مقيدي الأيدي، والتحقيق معهم لساعات طويلة، حيث أفرج عن النساء والأطفال، بينما اقتاد الرجال بما فيهم الجرحى إلى مراكز اعتقال في الداخل الفلسطيني بطريقة غير آدمية مكدسين بالعشرات داخل شاحنات مفتوحة وهم عراه ومقيدين ومعصوبي الاعين، ومن بين المعتقلين 40 من الكوادر الصحية تم اعتقالهم بعد اقتحام مستشفى كمال عدوان ومستشفى الإندونيسي، حيث أفرج الاحتلال عن 10 منهم بينما لا يزال يعتقل 30 على رأسهم "د. محمد عبيد" رئيس قسم الجراحات الترميمية وجراحة العظام في مستشفى كمال عدوان، إضافة إلى اعتقال 9 من كوادر جهاز الدفاع المدني.
وحذر مركز فلسطين من إقدام الاحتلال على إعدام أسرى غزة سواء من خلال التحقيق المميت باستخدام أساليب التعذيب المحرمة دولياً لانتزاع المعلومات منهم بالقوة، أو إطلاق النار عليهم مباشرة بغرض القتل العمد كما جرى مع المئات من الشهداء، علماً أن 24 أسيراً من غزة ارتقوا داخل سجون الاحتلال وهم من عرفت أسمائهم جراء التعذيب والتجويع والتنكيل والإهمال الطبي، بينما هناك العشرات ممن لم يفصح الاحتلال عن هوياتهم حتى الآن.
وأشار مركز فلسطين إلى أن الاحتلال يحتجز أسرى غزة في عدة سجون أبرزها النقب وعوفر، إضافة إلى معتقل سيديه تيمان، بينما يواصل جريمة الإخفاء القسري بحقهم، حتى يتسنى له ممارسة القتل والتنكيل بعيداً عن وسائل الإعلام والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، حيث لا يعرف عددهم بالتحديد أو ظروف اعتقالهم وما أعلن عنه فقط هو وجود (1600) أسير من غزة تحت مسمى "مقاتلين غير شرعيين"، من أصل أكثر من 8 آلاف مواطن من غزة تم اعتقالهم منذ السابع من أكتوبر 2023.
وطالب مركز فلسطين المؤسسات الدولية بضرورة التدخل العاجل وتحمل مسئولياتها تجاه ما يجري من جرائم واضحة ومباشرة بحق المعتقلين من غزة، والأسرى بشكل عام، والتي تعرض حياة الأسرى للخطر، حيث استشهد 41 أسيراً خلال العام الأخير، بينما تشهد السجون حرب حقيقية على الأسرى بالتعذيب